توطين التكنولوجيا.. إعادة رسم خريطة التبادل التجاري بين مصر وتركيا
في خطوة جديدة لتعزيز التعاون بين مصر وتركيا، جرت مباحثات حول إنشاء منطقة صناعية تركية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في إطار إعادة رسم خريطة التبادل التجاري بين البلدين.
جاء ذلك خلال لقاء وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مع صالح موتلو شن، السفير التركي بالقاهرة، لبحث الملفات المشتركة وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين لا سيما في شقه الاقتصادي الذي يشهد زخمًا متزايدًا خلال الفترة الراهنة.
إنشاء مركز للتدريب المهني
لقاء رئيس المنطقة الاقتصادية والسفير التركي تطرق لمناقشة مهمة في مجالات الطاقة المتجددة مثل الوقود الأخضر أو الصناعات المغذية له، مثل ألواح الطاقة الشمسية ونشاط تموين السفن بالوقود الأخضر.
واقترح الجانبان، إنشاء مركز للتدريب المهني في منطقة القنطرة غرب الصناعية لخدمة المشروعات الجاري إنشاؤها، وتتطلب عمالة كثيفة مدربة على أحدث النظم التكنولوجية في الإنتاج.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، والخبير الاقتصادي، إن السياسية الخارجية للدولة المصرية خلال السنوات الماضية تؤكد على فكرة التوسع في التعاون الاقتصادي مع كل دول العالم، وبشكل خاص الدول، التي لنا ميزة نسبية عندها، وواحدة من تلك الدول هي تركيا.
تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية
وأضاف أبو زيد في تصريحات خاصة لـ"كابيتال": "يوجد تعاون اقتصادي كبير بين مصر وتركيا حتى في الفترات التي شهدت بعض التوترات في المسائل الساسية، وشهد التبادل التجاري بين البلدين تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية، بل يوجد فائض يحسب للاقتصاد المصري في التعامل مع تركيا".
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الصادرات المصرية أكثر من الواردات التركية وهذا يسبب فائض في الميزان التجاري مع تركيا، فبالتالي الزيارة بين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصالح موتلو شن، السفير التركي بالقاهرة، تؤكد على فكرة تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية، التي تأتي من تركيا لإنشاء مشروعات داخل الاقتصاد المصري بشكل عام وفي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بشكل خاص.
فرص عمل جديدة
وأشار الدكتور مصطفى أبو زيد، إلى أن هذا يوفر فرص عمل جديدة مما يساهم بدوره بشكل مباشر على تراجع معدل البطالة ومن ناحية آخرى تعزيز وتوطين فكرة التكنولوجيا، التي تتميز بها تركيا، لأن لها بعض النجاحات في عدد من الصناعات، وهو ما يعد مكسبا كبيرا للاقتصاد المصري.
ويذكر أن المنطقة الاقتصادية، تشهد تواجدًا للعديد من الاستثمارات التركية مثل مصنع Hayat Egypt المتخصص في المنتجات الصحية في منطقة السخنة المتكاملة، بالإضافة إلى أنه جار التباحث حول تواجد كبرى شركات المنسوجات والملابس التركية في منطقة القنطرة غرب الصناعية الواعدة، أبرزها Jade textile، وKCG وغيرها، ما يؤكد حرص الهيئة على دعم مستثمريها في المناطق الصناعية التابعة كافة، والتزامها بتنفيذ رؤيتها الاستراتيجية الهادفة لتوطين الصناعة في القطاعات المستهدفة.