مندوب مصر بمجلس الأمن: دعونا نتفاوض ونحن نضمد جراح اليتامي والثكالى لا وسط الخراب الذي تُخَلِفُه آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة
![السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة](https://media.capitalgate.news/img/24/02/21/1945.jpg)
حذر السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك من خطورة اقتحام مدينة رفح الفلسطينية.
وناشد الجميع خلال جلسة مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية أمس، وقف إطلاق النار بشكل فوري، محذرًا من المخاطر الكارثية جراء خطط إسرائيل في رفح، كما عبر عن مزيد الإحباط وخيبة الأمل لوفد مصر لإعاقة أمريكا للمرة الثالثة قرارًا بوقف إطلاق النار في غزة.
وفيما يلي تنشر "كابيتال" النص الكامل لكلمة السفير:
لقد شهدنا صباح اليوم مجددًا نموذجًا صارخًا من ازدواج المعايير، فقد أعاق الوفد الأمريكي للمرة الثالثة محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة، رغم تصويت 13 عضوًا في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الجزائري المُقدم بدعم كامل من المجموعتين العربية والإسلامية في الأمم المتحدة.
وبقدر العرفان للجزائرالعضو العربي بمجلس الأمن على تقديم مشروع القرار، وبقدر الامتنان لكل من صوت لصالح مشروع القرار، يعبر وفد مصر عن المزيد من الإحباط وخيبة الأمل إزاء استمرار عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية لمساعي وقف إطلاق النار، عبر اضطلاع الجهاز الرئيسي المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين بواجباته.
السادة الأعضاء: أين يقف هذا التصويت الأمريكي إزاء المعاناة الإنسانية التي وصلت لحد الكارثة بعد الأسبوع العشرين من الحرب على غزة؟ وكيف يستقيم أن تتم دعوتنا إلى مجتمع دولي قائم على القواعد، فيما عندما نطلب تطبيق تلك القواعد، لا نلقى سوى الآذان الصماء؟
أليس سكرتير عام الأمم المتحدة وإعماله للمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة بكاشف للإجراء المطلوب من مجلس الأمن؟ أليس القرار الصادر من محكمة العدل الدولية والذي طلب اتخاذ إجراءات محددة بكاشف للحاجة الفورية لوقف إطلاق النار؟
أليست تقارير مكتب تنسيق الشئون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية والأونروا وما تعكسه بشأن كارثية الوضع الإنساني الراهن في غزة ولا سيما على الحدود مع مصر في رفح بكافية لتقنع الوفد الأمريكي بالتصويت لصالح وقف إطلاق النار بعد مرور 140 يومًا على بدء النزاع؟ .. وبعد أن فقد أكثر من 30 ألف إنسان أغلبهم من النساء والأطفال حياتهم جراء الحرب الجائرة في غزة.
السادة الأعضاء
مصر هي أول من أقام السلام مع إسرائيل من الدول العربية، ومصر هي أحرص الدول على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وبينما يتواصل إخفاق مجلس الأمن في إيقاف الحرب - ستستمر مصر في تحمل العبء الأكبر سياسيًا وأمنيًا وإنسانيًا جراء الأزمة، ولكنها ملتزمة بالعمل المضني والمتواصل على كافة الأصعدة لإيقاف نزيف الدماء، ولإيقاف الحرب المدمرة، ولاستعادة الأفق السياسي، ولتحقيق آمال الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في الأمن والاستقرار وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مصر تتفاوض وتتوسط بمنتهى الجدية بالتنسيق مع كل من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل والجانب الفلسطيني لسرعة إطلاق المحتجزين والرهائن والأسرى الفلسطينيين، وسرعـة دفع المساعدات الإنسانية بأقصى سرعة وبأكبر قدر ممكن لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة لإنقاذ الأشقاء الفلسطينيين من الحصار الجائر المفروض عليهم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي لكافة المحاولات الإسرائيلية لفرض التهجير القسري للشعب الفلسطيني بهدف تصفية قضيته النبيلة.
تناشد مصر مجلس الأمن وكل القوى الدولية المسئولة إنقاذ خيار السلام عبر الانفاذ الفوري لوقف إطلاق النار، هذا لن يعرقل جهود الوساطة الجارية بل سيتيح لها الظروف المناسبة لتنجح، ودعونا نتفاوض ونتوسط وسط انسياب المساعدات الإنسانية واستعادة الهدوء، وتضميد جراح المصابين خاصة الأطفال اليتامي والنساء الثكلى، بدلًا من أن نتفاوض وسط الدمار والخراب الذي تخلفه آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة.
السيدة الرئيسة،
السادة الأعضاء،
نداء مصر لكم جميعًا واضح وبسيط، أوقفوا إطلاق النار الآن، وأرجو ألا يخطيء أي طرف مجددًا إدراك هذه الرسالة النبيلة والمباشرة والتي لا تهدف سوى لحماية المدنيين دون حسابات سياسية.
وتحذر مصر مجددًا من المخاطر الكارثية والمحدقة بالأشقاء الفلسطينيين جراء الخطط الإسرائيلية المعلنة لاقتحام مدينة رفح، كما تحذر مصر من استمرار تدهور الوضع الإقليمي جراء استمرار هذه الحرب المدمرة.
وشكرًا السيدة الرئيسة.